لنستكمل استعراضنا
Need for Speed: Hot Pursuit 2010: عودة مثيرة إلى جذور المطاردات الساخنة
في نوفمبر من عام 2010، أطلقت شركة Electronic Arts هذا الإصدار المذهل من سلسلة Need for Speed، والذي حمل اسمًا عريقًا هو Hot Pursuit، سبق وأن تألق في سماء ألعاب الفيديو عام 1998. تدور أحداث اللعبة في مقاطعة خيالية ساحرة تُدعى Seacrest County، استوحي تصميمها البديع من المناظر الطبيعية الخلابة لولايات أمريكية مثل كاليفورنيا وأوريغون وواشنطن، مما يمنح اللاعبين تجربة قيادة لا تُنسى في بيئات متنوعة ومثيرة.
تتيح اللعبة تجربة لعب جماعي مفعمة بالإثارة عبر الإنترنت (باستثناء نسخة Wii)، وتضم أنماط لعب إضافية تزيد من حماس المنافسة، مثل Hot Pursuit وInterceptor وRace. بالإضافة إلى ذلك، تم تقديم نظام اجتماعي مبتكر تحت اسم Autolog، الذي يربط اللاعبين بأصدقائهم ويتيح لهم التنافس المباشر ومقارنة إحصائياتهم بشكل مستمر، مما يشعل فتيل التحدي والصداقة. كما أضيفت محتويات إضافية مدفوعة قابلة للتنزيل، تتضمن سيارات جديدة فائقة السرعة وسباقات ومطاردات إضافية، بالإضافة إلى إنجازات جديدة تزيد من متعة اللعب.
حظي هذا الإصدار بتقدير بالغ من النقاد خلال فعاليات معرض E3 2010، حيث نال جائزة أفضل لعبة سباقات من لجنة جوائز نقاد الألعاب، بالإضافة إلى جوائز مماثلة من مؤسسات إعلامية مرموقة أخرى. كما فاز بجائزة BAFTA المرموقة بفضل نظام اللعب الجماعي Autolog المبتكر، الذي أحدث ثورة في عالم ألعاب السباقات.
في أعقاب هذا النجاح الباهر، تم إطلاق إعادة إصدار جديدة للعبة Most Wanted عام 2012، ثم صدرت نسخة محسنة من Hot Pursuit تحت عنوان Need for Speed: Hot Pursuit Remastered في السادس من نوفمبر عام 2020 لأجهزة الحاسب الشخصي وPlayStation 4 وXbox One. كما توفرت هذه النسخة المحسنة على Nintendo Switch في الثالث عشر من نوفمبر من نفس العام، لتتيح للاعبين الاستمتاع بتجربة المطاردات الساخنة على مجموعة متنوعة من الأجهزة.
عاد هذا الإصدار إلى أسلوب اللعب الكلاسيكي الذي اشتهرت به الأجزاء الأولى من السلسلة، وخاصة Need for Speed III: Hot Pursuit وHot Pursuit 2، حيث تركز التجربة على السيارات الفارهة والمطاردات المثيرة مع الشرطة. أتاح للاعبين فرصة اختيار اللعب كمتسابق متهور أو كشرطي يسعى لفرض القانون، وقدم طورًا مهنيًا متكاملًا لكلا الجانبين، مع تصوير العلاقة بينهما على أنها أشبه بـ "كلب يطارد أرنبًا"، حيث تكون الشرطة أقوى وأكثر صلابة، بينما يتمتع المتسابقون بسرعة فائقة وقدرة على المناورة. ولكل جانب قدرات خاصة تميزه، مثل وضع الحواجز أو تعطيل الرادار، مما يضيف عمقًا استراتيجيًا إلى اللعبة.
تدور أحداث اللعبة في منطقة خيالية ساحرة تُعرف باسم Seacrest County، وهي مستوحاة من الساحل الغربي للولايات المتحدة، وتضم عالمًا مفتوحًا شاسعًا يمتد لأكثر من 160 كيلومترًا من الطرق المفتوحة، أي ما يعادل أربعة أضعاف حجم خريطة لعبة Burnout Paradise السابقة من نفس المطور. تم تقديم نظام تواصل اجتماعي جديد تحت اسم Autolog، يشبه منصات التواصل الاجتماعي الشهيرة، حيث يتيح عرض إنجازات الأصدقاء وتشجيعهم على تحطيم الأرقام القياسية، كما يحتوي على نظام تقدم باسم Bounty، يمنح اللاعبين مكافآت قيمة مقابل جهودهم.
يتميز أسلوب القيادة بطابع ممتع وسهل الوصول، لكنه لا يمثل محاكاة واقعية تمامًا ولا نمط أركيد متطرف، بل هو مزيج متوازن بين الاثنين. جميع السيارات مرخصة من العالم الحقيقي، ووُصفت بأنها "كل السيارات التي حلمت بقيادتها، وبالطريقة التي حلمت بها". توجد بعض السيارات بنسختين: نسخة للشرطة ونسخة للمتسابقين، بينما تقتصر بعض الأطرزة على جهة واحدة فقط. تتميز هذه النسخة بتواجد سيارة Porsche 918 Spyder النموذجية بشكل حصري، بينما غابت سيارات Ferrari عن اللعبة. لم تتوفر إمكانية تعديل السيارات سوى تغيير اللون، وذلك لأن التركيز انصب بالكامل على عنصر المطاردة المثير.
أما نسخة Wii، فقد كانت مختلفة كليًا عن النسخ الأخرى من حيث التصميم والمحتوى، حيث طورتها شركة أخرى وهي Exient Entertainment. لم تحتوي هذه النسخة على Seacrest County، بل قدمت مدنًا حقيقية نابضة بالحياة مثل تشونغتشينغ في الصين، ودبي في الإمارات، وريو دي جانيرو في البرازيل، ولاس فيغاس في أمريكا، ولكل مدينة وقت زمني مختلف، مما يضفي تنوعًا على التجربة.
في طور Career، توزعت الأحداث على أربع بطولات كبرى لكل مدينة، تندرج تحتها بطولات أصغر تشمل أنماط سباقات متعددة مثل Hot Pursuit، Eliminator، Time Marker، وRush Hour. تُختتم كل بطولة بسباق رئيسي حر يتطلب جمع نقاط تفوق على الخصم. يتضمن أيضًا طور Quick Race إمكانية اللعب الجماعي حتى أربعة لاعبين بشاشات مقسمة، مع أنماط السباقات السابقة إضافة إلى نمط خامس هو Interceptor.
اعتمد النظام على شراء السيارات باستخدام Bounty، مع تصنيف الأداء إلى فئات من D إلى S. يحصل اللاعبون أثناء السباقات على قدرات خاصة مثل Boost، Drain، Soundwave، Tank وغيرها، كما كان من الممكن ترميم السيارة أثناء السباق باستخدام قدرة Repair، والتي تعتبر أساسية لأن سلامة السيارة شرط لاستخدام النيترو وعدم الوقوع في قبضة الشرطة.
قدمت هذه النسخة أدوات تخصيص بصرية متقدمة جدًا تضمنت تعديل الهيكل، الإطارات، الألوان، الرسومات، وحتى القدرة على الرسم اليدوي. اختلفت الرسومات وطريقة اللعب جذريًا عن بقية الإصدارات، إذ اتسمت بطابع بصري بسيط وأسلوب أقرب لألعاب قديمة مثل Mario Kart، مما يضفي عليها لمسة من الحنين إلى الماضي.